العناية الطبيعية بالحوافر

في البداية، أود التعبير عن رأيي في العناية بالحوافر، حيث أريد التركيز على أنه لم يرق لي قط مُصطلحات، مثل “العناية الطبيعية بالحوافر”، و”تهذيب الحافر غير المنتعل”، وما شابه ذلك.

إن العناية الطبيعية بالحوافر تقوم بها الخيول البريّة في الطبيعة من خلال أسلوب معيشتها الخاص، والتي تمثل في رأيي الطريقة الطبيعية الوحيدة للعناية بالحوافر. ولذا، يُعد تقليم حوافر الخيول المُستأنسة والعناية بها، والتي تضاهي في شكلها وأدائها حوافر الخيول البريّة، مُجرد اقتراب بصورة أو بأخرى من الحوافر المُشكّلة بصورة طبيعية. ولكن التحدي يكون أكثر تعقيدًا. لا يقتصر الهدف على توفير حوافر سليمة، حيث إنه لا يحظى بحوافر سليمة إلّا الخيول التي تتم تلبية جميع احتياجاتها الأساسية وموازنتها. ولهذا السبب، يجب وضع منهج تعامل شمولي (شمولي)، يكون الهدف منه تربية حصان صالح لتحقيق الاستفادة منه ولديه شعور بالرضا، بغض النظر عن الغرض من استخدامه.

ومن ثمّ، فمن الضروري فهم أن الحوافر الصحية والسليمة التي تؤدي وظيفتها بآلية جيدة هي ناتج أسلوب متكامل لحياة الخيول ورعايتها، لذا فإن طريقة تهذيب الحوافر ما هي إلّا جزء من صورة العمل المتكاملة نحو تحقيق هذا الهدف.

لتربية حصان جيد يملك حوافر صحية وقوية، من الضروري تلبية احتياجاته الأساسية على الجانب الاجتماعي والعاطفي من خلال حياة خالية من الضغوط ضمن القطيع، فضلاً عن إتاحة مُعدل كافٍ من الحركة على مساحة سطح تتسم بالتنوّع والصلابة الكافية، بالإضافة إلى توفير نظام غذائي ملائم ومتوازن مع التركيز على الأعلاف المُكونة من الألياف منخفضة السكريات. ولن تجدي العناية “الطبيعية” بالحوافر نفعًا إلا عندما يتم الوفاء بجميع العوامل المذكورة أعلاه.

طوال تاريخي في مجال الفروسية والذي استمر لمدة 25 عامًا، اكتسبت أغلب معرفتي من خبرتي. ولفترة طويلة، كنت أعتقد أن حصان الركوب لدي لا بد أن يكون منتعلاً حدوة، ولكن نشأتي في مزرعة حيوانات مكّنتني من أن أصبح على دراية تامة بالسلوك الطبيعي للحيوانات واحتياجاتها. إن العديد من السنوات التي قضيتها في ملاحظة عملية تنعيل الحوافر قد أتاحت لي الفرصة لمعرفة عواقبها الأكثر ضررًا، مثل تشوهات الحوافر، وتعثّر الخيول، وفقدان الحدوات، والحركة السيئة وغير المنتظمة، وما إلى ذلك.

بدأ الأمر يثير اهتمامي بشدة، لذلك، قرأت وتعلمت الكثير حول الخيول غير المنتعلة، وحياة الخيول البريّة وحوافرها السليمة، وآلية عمل الحوافر، والميكانيكا الحيوية، وتكوين الحوافر ودورها، والعناية الطبيعية بالحوافر. كما أني شاهدت المزيد من متخصصي التشذيب في أثناء عملهم وتلقيت دروسي الأولى، حيث إني أردت تجربة كل شيء قرأته ورأيته حتى ذلك الوقت. في البداية، لم يكن الأمر سهلاً ولا سيّما بالنسبة إلى خيولي، ولكني سرعان ما تعلمت أهم قاعدة لتشذيب الحوافر، ألا وهي أن القليل خير من الكثير. اتضح لي أن تهيئة حافر يؤدي دوره بكفاءة هي عملية تستغرق وقتًا طويلاً وليست مهمةً تتم تأديتها مرةّ واحدةً أو عملية تُجرى من حين لآخر.

هكذا بدأت رحلة عملي بتشذيب حوافر الخيول، والتي أسعى فيها دائمًا إلى تحسين مستواي، وأود مشاركة تجربتي مع أشخاص آخرين، كما أواصل التعلّم من متخصصي التشذيب الأكثر خبرة. وقد سنحت لي الفرصة لمراقبة عمل بعض الكوادر العظيمة من متخصصي تشذيب الحوافر المحليين والأجانب، وجمعت بين كل ما رأيته وتعلمته وخبرتي الخاصة.

واليوم، بالإضافة إلى تشذيب حوافر خيولي، أقوم أيضًا بتشذيب حوافر خيول أصدقائي وعملائي، على المستوى المحلي وخارج البلاد أيضًا. إذا كنتم مُهتمين بخدمات رعاية الحوافر التي أقدّمها، يسعدني الإجابة عن جميع استفساراتكم.